top of page
Picture1 copy.jpg

لماذا القيادة

العالم الذي نعيش فيه

 

نعيش حالياً زمناً من التغيّر السريع والتحوّل الجذري، الذي لم يشهده الإنسان من قبل، بل وعلى الأرجح أنه غير مسبوق في تاريخ البشرية. ففي عصرنا الحالي، تتكاثر التطوّرات العلمية والتقنية بشكل كثيف، وسوف تفتح آفاقاً جديدة واعدة تنطوي على مخاطر كامنة متعددة.


هذه التغيّرات تمضي بوتيرة وسرعة مذهلة وغير مسبوقة، وتغيّر كل بُعدٍ من أبعاد حياتنا بشكل جذري. ومن ناحية أخرى توحي أن أثرها سيمتدّ ليمسّ الاقتصادات والمجتمعات بكاملها، ليزعزعها بوتيرة أسرع مما يمكن لتلك الاقتصادات والمجتمعات مواكبتها. الأمر الذي قد يؤدي إلى خلق المزيد من الفوضى والاضطراب، ويحدّ من قدرتنا على اغتنام الفرص الواعدة التي تنطوي عليها هذه التغيّرات. وهذه ليست سوى البداية.


اليوم نعيش في عالمٍ لا ثابت فيه إلا "التغيير"، عالمٌ مستقبله يلفّه الغموض، ويصعب التنبؤ به، ويتّسم بالتقلّبات.

1.jpg
Picture3.jpg
revol.jpg
ما هي أشكال القيادة التي يحتاجها العالم في هذا العصر؟

 

تعلّم القيادة وتطوير مهاراتها هو أحد أهم الخطوات التي يمكنك القيام بها في هذا العصر، لتغيير حياتك وحياة من حولك للأفضل. تطوير مهاراتك القيادية ليس مفيدًا من أجل حياتك المهنية فحسب – بل أيضًا من أجل تحسين علاقاتك مع نفسك والآخرين.

 

دعونا نتفكّر. هل ستأخذ درسًا في الطيران مع طيار غير مدرّب؟ طبعًا لا، ولكن هذا الأمر مسموح في إعداد القادة ...! نحن لا نستثمر موارد كافية في تطوير القيادات. ولذلك لا نستغرب ما يشهده العالم من تراجع في مستوى الثقة بالقادة، وهناك نقص حقيقي في ممارسة القيادة في العالم.

Nelson Mandela.jpg
القائد هو من يتعلّم ويعلّم
حان الوقت لتصبح واحدًا.

نظرية القيادة التأقلمية

في هذا العصر أصبحت عملية التأقلم في صُلب ممارسة القيادة. أكبر ما يواجهنا من تحديات اليوم، هو قدرتنا على مواكبة المتغيّرات الخارجية والتوجّهات المستقبلية والتأقلم معها. فعندما تتجاوز المتغيّرات قدرة الفرد أو الجماعة على التأقلم، يتجه منحنى النمو حينئذ نحو الانحدار.
 

لقد أصبح البقاء والتقدّم ليس للأقوى، وإنما لمن لديه المرونة والقدرة على التأقلم السريع مع المتغيّرات الخارجية لخلق مستقبل أفضل، وعدم قدرتنا على التأقلم الناجح هو أحد أهم أسباب فشل كثير من مبادرات التغيّر. هذه العملية تحتاج لممارسة قيادة بشجاعة لتحمّل المسؤولية المترتّبة على صناعة المستقبل من خلال قيادة التغيّر ذاته، بدلًا من محاولة تتبّعه.
 

ولهذا كان غالب متحمسًا لنظرية "القيادة التأقلمية"، التي طوّرها كل من البروفيسور رون هيفتز، والبروفيسور مارتي لينسكي، المحاضرين بجامعة هارفارد منذ 40 عاماً، وهما محاضران لأشهر برنامج للقيادة في الجامعة، والذي اختير أكثر البرامج تأثيراً منذ 30 عامًا. وأصبح شريكًا مؤسّسًا في مؤسسة كامبردج لإعداد القادة التابعة لهما.
 

نظرية القيادة التأقلمية خضعت للكثير من البحث والتطوير والتطبيق في القطاعين العام والخاص، وتوفّر نهجًا علميًا وإطارًا عمليًّا لممارسة القيادة، وتحقيق تقدّم يساعد الأفراد والمؤسسات على التأقلم والتطوّر من خلال تحدي الوضع الراهن، وخلق حالة مستقبلية أفضل.

Picture1_edited.jpg
الحفاظ على الوضع الراهن لا يكفي لتكون الأفضل، وهو أرض خصبة للانحدار. فالتأقلم ليس ردة فعل، ولكنه سلسلة من العمليات والإجراءات المنهجية والمنضبطة والهادفة من أجل خدمة أهدافك النبيلة.

منهجية تطوير القيادة

Layer 696.png

افتراضات سائدة وخاطئة حول القيادة
 

الافتراض الأول: الكثير من الناس يعتقدون أن القائد يولد، وأن القيادة هي مهارة نرثها بالجينات، وليست مهارة نكتسبها بالتعلّم والممارسة.  

هذا الافتراض السائد يشكّل أكبر عائق لتطوير وتنمية مهارات القيادة. إتقان القيادة يتأتّى من إتقان قيادة الذات، وقيادة الذات يحتاج إلى فهم عميق لذاتك أولًا.

ولذلك تعلّم القيادة وتطويرها يحتاج إلى منهجية مختلفة. نطلق عليها اسم دراسة الحالة الآنية أو case-in-point. المنهجية تعتمد على جعل الصف صورة حقيقية ومصغرة عن العالم الخارجي. الهدف من هذه المنهجية هو تحويل الصف كمجموعة وأفراد إلى حالات دراسية Case study؛ لدراستها، وتحليلها، وأخذ الدروس منها في لحظة حدوثها نفسها.

 

الافتراض الثاني: يعتقد الكثير من الناس أن القيادة لقب أو منصب تشغله، وأن ممارسة القيادة تحتاج إلى تفويض رسمي، ولذلك معظم الناس يخلطون ما بين القيادة والسلطة.

 

القيادة تختلف اختلافاً جذرياً عن مفهوم السلطة. فالقيادة هي قرارات وإجراءات تتّخذها، وليست منصبًا تشغله، وهي نشاط متاح لأي شخص لممارسته. العواقب المأساوية لهذا الاعتقاد السائد، أنها أضرّت كثيرًا بفهمنا للقيادة، ومنعت الكثير من الناس من أخذ زمام المبادرة، وتحمّل المسؤولية، أو حتى محاولة تغيير ما يجب تغييره.

 

كل من درس التاريخ يعلم أن هذا الاعتقاد السائد خطأ. فقط تأمّل، كم عدد الأشخاص ذوي المناصب الرفيعة في السلطة (من سياسيين ورؤساء تنفيذيين ومديرين) خذلوا مؤسساتهم وأتباعهم، وفشلوا في إحراز أي تقدّم نحو المستقبل؟ القائمة -وبلا شك- طويلة. ومع ذلك، ومن الناحية الأخرى تعرف الكثير من الأشخاص العاديين الذين خلقوا أثراً وتغييرًا استثنائياً كبيراً في العالم، منهم: غاندي، ومارتن لوثر كنج، والطفلة السويدية جريتا ثنبرج أهم ناشطة في العالم تعمل على وقف الاحتباس الحراري، والطفلة الباكستانية حينها مالالا يوسفزاي الناشطة الاجتماعية التي تعد أصغر حائز على جائزة نوبل للسلام، كل هؤلاء لم يكن لديهم أي لقب أو تفويض رسمي من أحد لممارسة القيادة.  

Mahatma-Gandhi,_studio,_1931.jpg
Greta_Thunberg_4_edited.jpg
MALALA_edited.jpg
العالم بحاجة ماسة لمثل هؤلاء الأشخاص الذين يتحلّون بالشجاعة، والذين يؤمنون بأنفسهم، ويطمحون إلى القيام بأشياء غير عادية، ومستعدين لتحمّل المسؤولية لخلق مستقبل أفضل من خلال قيادة التغيير بدلاً من أن يكونوا مدفوعين به.
bottom of page